علاج الإدمان على الكحول: من الاستسلام إلى القوة

إدمان الكحول ليس فقط مشكلة جسدية، بل هو مشكلة نفسية واجتماعية تتطلب نهجًا شاملًا للعلاج. يشمل علاج إدمان الكحول عدة مراحل تبدأ بإزالة السموم وتنتهي بإعادة التأهيل النفسي والاجتماعي.

أولاً: التقييم الطبي وإزالة السموم

كما هو الحال مع المخدرات، يبدأ علاج إدمان الكحول بإزالة السموم من الجسم تحت إشراف طبي. أعراض الانسحاب من الكحول قد تكون خطيرة جدًا وتشمل القلق، الارتعاش، التعرق، وحتى الهلوسات. في بعض الحالات، قد يتم استخدام أدوية مثل البنزوديازيبينات للتحكم في الأعراض الانسحابية.

ثانياً: العلاج النفسي

العلاج النفسي هو العنصر الحاسم في رحلة التعافي. يشمل هذا:

• العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يركز على تغيير أنماط التفكير والسلوك المرتبطة بشرب الكحول.
• العلاج الفردي والجماعي: يوفر العلاج الجماعي بيئة آمنة حيث يمكن للمدمنين مشاركة تجاربهم والحصول على الدعم.
• العلاج الأسري: يساعد في إعادة بناء العلاقات العائلية التي تأثرت بإدمان الكحول. كما يعزز دور العائلة في دعم الشخص خلال رحلة التعافي.

ثالثاً: الأدوية المساعدة

هناك عدة أدوية يمكن أن تساعد في تقليل الرغبة في شرب الكحول. نالتريكسون وأكامبروسيت هما الأكثر استخدامًا في هذا السياق. يساعد نالتريكسون في تقليل المتعة التي يشعر بها الشخص عند شرب الكحول، مما يحد من الرغبة.

رابعاً: التأهيل الاجتماعي

إعادة تأهيل الشخص نفسيًا واجتماعيًا تعد خطوة هامة بعد العلاج النفسي. تتضمن هذه الخطوة إعادة دمج الشخص في المجتمع من خلال تعزيز مهاراته الاجتماعية والمهنية. قد تشمل هذه المرحلة التدريب على التعامل مع الضغط وتجنب المواقف التي قد تؤدي إلى العودة لشرب الكحول.

خامساً: الوقاية من الانتكاسة

الانتكاسة تعتبر خطرًا دائمًا، ولهذا يتم التركيز على وضع خطة لمنع الانتكاسة تشمل مراقبة الذات، الانخراط في مجموعات دعم، وتطوير مهارات جديدة لمواجهة التحديات اليومية.